مقدمة ابن خلدون - الجزء الثالث - ويكي مصدر
페이지 정보
본문
واجتمع البريدي وياقوت فتشاوروا وقرّر الرأي على إنفاذ مونس غلام ياقوت في أربعة آلاف رجل إلى عسكر مكرم لدفعهم عن عبور المسرقان وكانا حسبا أنّ القوم بعد منازلة أربعين يوما قد ضجروا وانصرفوا وأنّهم لا يلبثون بعسكر مكرم إلّا يومين أو ثلاثة فلمّا حصلوا بها عملوا أطوافا من خشب وشاشا من قصب وعبر منهم خمسون رجلا عليها فانهزم مونس لوجهه وعاد إلى مولاه فأخبره الخبر. اسم مدينه بما وراء النهر وهي قصبة ناحية فرغانة وهي على شاطىء نهر الشاش على أرض مستوية بينها وبين الجبال نحو من فرسخ على شمالي النهر ولها قهندز أي حصن ولها ربض ومقدارها في الكبر نحو ثلاثة فراسخ وبناؤها طين وعلى ربضها أيضا سور وللمدينة الداخلة أربعة أبواب وفي المدينة والربض مياه جارية وحياض كثيرة وكل باب من أبواب ربضها يفضي إلى بساتين ملتفة وأنهار جارية لا تنقطع مقدار فرسخ وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر وهي في الاقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وعرضها سبع وثلانون درجة ونصف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب. قال الأصطخري. أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان بينها وبين أصبهان ثمانية عشر فرسخا وهي على فرسخين من أزوارة وهي على طرف مفازة كركسكوه وبناؤها آزاج ولها دور وبساتين نزهات كبار وهي مدينة عليهاسو ولها حصن في كل محلة وفي وسط حصن منها بيت نار يقال أن أنوشروان ولد بها وبها أبنية من بناء أنو شروان بن قباذ وأهلها كلهم أصحاب الرأي ولهم رساتيق كثيرة كبار وترفع منها الثياب الحسنة تحمل إلى الآفاق، وينسب إليها طائفة كثيرة من أهل العلم في كل فن.
وكانت مع ياقوت قطعة من الديلم والأتراك والخراسانيّة فظنّ أنّهم يثبتون وأنّه مستظهر بهم ووافاه أبو عبد الله البريدي والتقيا بعسكر مكرم وأنفق فيه وفي رجاله ثلاثمائة ألف دينار على يد ابن بلوى وابن سريج المنفقين وسيّرهم إلى أرجان ووافاه عليّ بن بويه وحاربه بها فانهزم ياقوت هزيمة ثانية لم يفلح بعدها ولا شدّ منها حزاما ولم ينفعه عدد العجم والديلم ولا عجب من أمر الله وتبعه عليّ بن بويه إلى رامهرمز وخيف على الأهواز منه فراسله أبو عبد الله البريدي في الصلح فاستجاب له وكاتب الوزير أبا عليّ ابن مقلة فيما قرره من الصلح فعرضه على الراضي بالله فأمضاه فانصرف عليّ بن بويه إلى شيراز وعقدت فارس على عليّ بن بويه بما ذكرناه ونفذ إليه أبو عيسى المالكي باللواء والعهد وكان من أمره ما قدّمت ذكره. فأنفذ إليه الوزير أبو عليّ بالخلع واللواء في شوّال سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ورسم للرسول وهو أبو عيسى يحيى بن إبراهيم المالكي الكاتب ألّا يسلّم اللواء والخلع إلّا بعد أن يتسلّم المال ووقف عليه.
فلمّا قرب المالكي من البلد تلقّاه عليّ بن بويه على بعد وسار معه إلى ظاهر شيراز وطالبه بأن يسلّم إليه اللواء والخلع فعرّفه ما رسم له وأنّه لا يمكنه من ذلك إلّا بعد تسلّم المال الذي ووقف عليه فخاشنه عليّ بن بويه وأرهبه حتى سلّم إليه الخلع ولبسها ودخل بها إلى شيراز وبين يديه اللواء. ودخل عليّ بن بويه شيراز واتفقت له بها ضروب من الاتفاقات عجيبة كانت سببا لثبات ملكه. وأنفذ شيرج بن ليلى اسفهسلّاره مع حاجبه الشابشتى ومعهما ألفان وأربعمائة رجل من الجيل والديلم ووجوه القوّاد مثل بكران وإسماعيل الجبلي إلى الأهواز، وكان غرضه أن يملكها فيأخذ الطريق على عليّ بن بويه ويحجز بينه وبين السلطان حتى إذا قصده بعد ملكه الأهواز لم يكن له منفذ إلّا إلى تخوم كرمان والتيز ومكران وأرض خراسان. فبلغ عليّ بن بويه ذلك ووجّه بأخيه أبي الحسين أحمد وكان إذ ذاك تسع عشرة سنة وهو أمرد وهو حينئذ صحيح اليدين وأنفذ معه ثمانين رجلا من الديلم فقتل من السودان نحو ألف رجل ونادى في البلد ألّا يقيم فيه أحد من أصحاب ياقوت ولا من الجند وأنّ من وجد بعد النداء فقد أباح دمه وماله.
والذي كان يكتب لعليّ بن بويه سعر متر الألمنيوم في السعودية ذلك الوقت رجل نصراني من أهل الريّ يعرف بأبي سعد إسرائيل بن موسى ثم قتله بعد مدّة بسبب سنفرد له خبرا، واستكتب مكانه أبا العبّاس أحمد بن محمّد القمّى المعروف بالحنّاط. ففعل القائد ذلك ودخل والأمير على شرب فأمر بقتل أبي سعد ثم وقعت الندامة عند الصحو وبعد فوت الأمر واستكتب الأمير بعده أبا العبّاس الحنّاط وبقي معه إلى أن مات الأمير عليّ بن بويه. « وجّه وانظر. » فورد عليه الخبر بصدقه فاستعظم ذلك ووجم ساعة ودخل أبو سعد فلم يظهر له أنّه أنكر شيئا ولا أنّه استوحش وسأله عن السبب فيما فعله فعرّفه الصورة واستشهد من حضر فاستصوب ما فعله. ورحل جيش مرداويج عن قنطرة أربق وضمن لهم طائفة من العيّارين أن يعبروا بهم نحو المسرقان بعسكر مكرم حتى يصير الطريق بينهم وبين الأهواز جددا فعدلوا إليها. وكان قد ورد إليه مدد من بغداد وخيل عظيمة فرحل لوقته من قنطرة أربق بعد اجتماع الجيل إليه بيومين وصاروا بأجمعهم إلى قرية الريح وهم بالحقيقة قد حصلوا من أمرهم على الريح. كان سبب ذلك أنّه لمّا بلغ هارون بن غريب تقليد الراضي بالخلافة وكان مقيما بالدينور - وهي قصبة أعمال ماه الكوفة - وهو متقلّد أعمال المعاون بها وبما سبذان ومهرجانقذق وحلوان وتدبّر أعمال الخراج والضياع بها - وهي النواحي التي كانت بقيت في يد السلطان من نواحي المشرق بعد الذي غلب عليه مرداويج - رأى أنّه أحقّ بالدولة من كلّ أحد.
If you liked this information and ورشة المنيوم الرياض you would certainly such as to obtain more details regarding مرايا مغاسل ساكو kindly see our own web page.
- 이전글Three Questions On Seo Services Near Me 25.01.09
- 다음글Tips about how To Grow Your Seo Security Income 25.01.09
댓글목록
등록된 댓글이 없습니다.